هل التهاب الرئة يسبب الوفاة ؟
يُعرف الالتهاب الرئوي بأنه تلك العدوى التي ينتج عنها إصابة الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما بالالتهاب، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الصديد أو السوائل في الحويصلات الهوائية، فتظهر على المريض مجموعة من الأعراض أبرزها ارتفاع في درجة الحرارة وعدم القدرة على التنفس، ويمكن أن تختلف تلك الأعراض ما بين الكبار والصغار، ولكن ما مدى تأثير الالتهاب الرئوي على حياة المريض؟ وهل يمكن أن يكون سببًا في إنهائها؟ سنوضح ذلك من خلال السطور التالية على افواج الثقافة .
هل التهاب الرئة يسبب الوفاة
نعم، فالالتهاب الرئوي قد يؤدي إلى وفاة المريض في الكثير من الحالات.
فعند امتلاء الرئة بالحويصلات الهوائية يحدث لها انبساط من أجل إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون وانقباض لاستقبال غاز الأكسجين الذي يساعد على قيام أعضاء الجسم بوظائفها الحيوية من خلال مروره إليها مع الدم.
وعندما تُصاب الرئة بالالتهاب؛ لا تتمكن تلك الغازات من دخول الجسم والخروج منه نتيجة الإفرازات التي تتراكم في الحويصلات الهوائية.
الأمر الذي ينتج عنه اضطراب في الغازات، فيحدث نقص في كمية الأكسجين التي تحتاج إليها أعضاء الجسم فلا تتمكن من القيام بوظائفها.
وفي بعض الحالات يُصاب المريض بفشل تنفسي ويدخل في غيبوبة قد تؤدي إلى وفاته.
وقد يؤدي الفشل الرئوي إلى إصابة المريض بتسمم في الدم، وذلك بعد استعانة الأطباء بأجهزة التنفس الصناعي، والتي لا تستجيب الرئة للأكسجين الذي تخرجه.
وفي حال الإصابة بتسمم الدم لا تتوفر الكمية اللازمة من الأكسجين، فلا تستطيع جميع أعضاء الجسم القيام بعملها، فيزيد ذلك من فرص حدوث الوفاة.
والجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأسباب التي يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، وهي الإصابة بالبكتيريا المكورة العقدية الرئوية نتيجة الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا أو تحدث تلك الإصابة من تلقاء نفسها.
كما ينتج الالتهاب الرئوي عن الإصابة بالمفطورة الرئوية، أو الإصابة بالفطريات خاصة لدى المصابين بضعف الجهاز المناعي أو أمراض مزمنة، أو الفيروسات وأبرزها فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 والفيروسات المتسببة في الإصابة بالبرد والإنفلونزا.
ويمكن أن يُصاب المريض الذي يتلقى علاجه بالمستشفى من مرض آخر بالالتهاب الرئوي، ويُطلق عليه التهاب رئوي مكتسب.
ومن أهم أعراض الإصابة بالالتهاب الرئوي: الإرهاق، عدم القدرة على التنفس، التعرق، ارتفاع درجة الحرارة، السعال والبلغم، تشوش ذهني لكبار السن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال، نزول درجة الحرارة لأقل من المعدل الطبيعي.
الفرق بين الالتهاب الرئوي والكورونا
يُعد الالتهاب الرئوي واحدًا من المضاعفات التي تنتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وهناك تشابهًا بين أعراض الالتهاب الرئوي وأعراض كورونا، الأمر الذي يثير القلق في نفوس البعض.
ولعل الفرق بين الالتهاب الرئوي وفيروس كورونا يمكن في أن أعراض الالتهاب الرئوي المتوسطة مشابهة لأعراض البرد والإنفلونزا ولكنها تستمر لفترة أطول.
- فضيق التنفس والقشعريرة والتعرق والحمى والإجهاد والسعال مع البلغم والشعور بألم في الصدر خلال التنفس أو عند السعال، فكل تلك الأعراض هي أعراض الالتهاب الرئوي.
- أما أعراض الإصابة بفيروس كورونا فهي تظهر على المريض بعد مرور فترة تتراوح ما بين يومين إلى أسبوعين من الإصابة بالعدوى، وهناك مصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أية أعراض، وآخرين تتراوح أعراضهم ما بين متوسطة إلى شديدة.
- وتتمثل أعراض الإصابة بفيروس كورونا في: الإسهال، الغثيان والتقيؤ، الحمى، السعال الجاف، سيلان الأنف أو احتقانه، التهاب الحلق، فقدان حاستي الشم والتذوق، الصداع، آلام في العضلات، الإجهاد الشديد، عدم القدرة على التنفس.
- وكما سبق وأن ذكرنا؛ فمضاعفات الإصابة بفيروس كورونا متعددة ومنها الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- وقد ينتج عن هذا التطور ضررًا يصيب الرئتين فتظهر أعراض وهي انخفاض في ضغط الدم، زيادة نبضات القلب، عدم القدرة على التنفس.
- وهناك عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي بعد الإصابة بفيروس كورونا.
- تتمثل تلك العوامل في الإصابة بالأمراض التالية:
أمراض الكلى أو الكبد، السكري، السرطان، أمراض المناعة، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أمراض الرئتين، بالإضافة إلى كبار السِن ممن تجاوزت أعمارهم الـ 65 عامًا.
هل التهاب الرئة معدي
نعم، يُعد الالتهاب الرئوي واحدًا من الأمراض المعدية.
حيث ينتقل من شخص إلى آخر من خلال البكتيريا والفيروسات التي تنتشر في جزيئات الهواء عند السعال أو العطس.
ويمكن أن ينتشر هذا المرض من خلال ملامسة الأسطح الملوثة أو عن طريق السوائل مثل الدم عند الولادة.
فضلًا عن إمكانية الإصابة به بعد مشاركة أدوات الطعام والشراب مع الشخص المصاب، أو ملامسة المناديل المُستخدمة أو الخضوع لجهاز التنفس الصناعي بالمستشفى.
أما الفترة الزمنية لانتقال عدوى الالتهاب الرئوي فهي تتحدد طبقًا لنوع الميكروب الذي تسبب في الإصابة بالمرض.
ويمكن أن تتراوح تلك الفترة من يوم وحتى عدة أسابيع من بداية الإصابة.
وفي أغلب حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري يظل المريض ينقل العدوى حتى يبدأ برنامجه العلاجي وتناول الأدوية.
فبعد مرور يوم أو أثنين من تناول الأدوية والمضادات الحيوية؛ تقل فرص انتقال العدوى.
التهاب رئوي حاد
لعل أكثر ما يسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد هو الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
فعندما تصل العدوى إلى الممرات الهوائية التي توصل الهواء بين الرئتين والخارج؛ يُصاب المريض بالسعال والحمى.
ومن ثم تلتهب بطانة الجهاز التنفسي، وبالتالي يمكن لأي شيء المساعدة على حدوث السعال.
وإذا تطورت الحالة فإن هذا الالتهاب يصيب وحدات تبادل الغازات الموجودة في الجز الأخير من الممرات الهوائية.
ثم يصيب هذا الالتهاب الأكياس الهوائية الموجودة بالرئتين ثم يصيب الرئتين مباشرة، ليصبح الالتهاب الرئوي حادًا.
وطبيًا يتم وصف هذا الالتهاب بالحاد لأن في تلك المرحلة لا تصل الكمية الكافية من الأكسجين للرئتين، فلا يستطيع الجسم امتصاص الأكسجين الذي يحتاج إليه وطرد ثاني أكسيد الكربون.
وفي حال وصول الالتهاب الرئوي إلى تلك المرحلة الحرجة؛ فإنه يؤدي إلى وفاة المريض.
التهاب الرئة الحاد عند كبار السن
تتشابه أعراض الإصابة بالالتهاب الرئوي عند كبار السن عن بقية الفئات العمرية الأخرى.
وتتمثل الفروق في شعور كبار السِن بالتشويش الذهني وفقدان القدرة على التركيز، فضلًا عن برودة أجسادهم وليس ارتفاع درجة حرارتها.
ولكن يُعد العُمر من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالالتهاب الرئوي، نظرًا لضعف الجهاز المناعي بالجسم وقلة فاعليته في مقاومة الأمراض المعدية.
وبخلاف ذلك، فلا يوجد أي اختلاف بين مسببات الإصابة بالالتهاب الرئوي لكبار السِن عن الفئات العمرية الأخرى.
مدة علاج الالتهاب الرئوي
يمكن تشخيص مرض الالتهاب الرئوي من خلال الاستماع إلى الرئتين عند التنفس وإجراء اختبارات الدم وتصوير الصدر بالأشعة السينية وقياس نسبة الأكسجين في الدم واختبار البلغم من خلال الحصول على عينة منه لمعرفة سبب العدوى.
وفي حال عدم الشفاء السريع من الالتهاب الرئوي قد يطلب الطبيب إجراء تحليل عينة من السائل الجنبي أو فحص الصدر بالتصوير المقطعي المحوسب.
أما علاج تلك الحالة فهو يتوقف على شدة الالتهاب ونوعه وعُمر المريض وحالته الصحية.
ويمكن علاج الالتهاب الرئوي من خلال المضادات الحيوية التي تعالج الالتهاب الرئوي البكتيري، مثل الأزيتروميتسين، الدوكسيسيكلين، الكلاريتروميتسين.
كما يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المعالجة للسعال والتي تساعد على تهدئته وتخفيفه وليس التخلص منها نهائيًا وذلك لدوره في إخراج السوائل من الرئتين.
بالإضافة إلى استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الأسيتامينوفين، الإيبوبروفين، الأسبرين.
- يتم احتجاز المريض بالمستشفى في تلك الحالات:
إذا كان عمره أكبر من 65 عامًا، وجود انخفاض وظائف الكلى، قلة درجة الحرارة عن معدلها الطبيعي، الحاجة إلى وسائل تساعد على التنفس، الإصابة بالتشويش الذهني، إذا قل مستوى ضغط الدم الانقباضي عن 90 مم الزئبق، أو كان ضغط الدم الانقباضي 60 مم زئبق أو أقل، إذا زاد معدل التنفس في الدقيقة عن 30 نفس، إذا زاد معدل نبضات القلب عن 100 أو قل عن 50.