ما حكم الشرع في اعتياد الدعاء جماعة للمتوفى قبل أو بعد الصلاة عليه

ما حكم الشرع في اعتياد الدعاء جماعة للمتوفى قبل أو بعد الصلاة عليه

مرحباً بكم اعزائنا الزوار الى موقع أفواج الثقافة، نحن سعداء بتشريفكم موقعنا فأهلاً وسهلاً بكم عقلاً راقياً وفكراً واعياً بأن تجدوا في موقعنا ما يسعدكم ويطيّب خاطركم.
موقع أفواج الثقافة يهدف الى إثراء ثقافتكم بالمزيد من المعرفة، ويجيب على جميع تساؤلاتكم، ويتيح مجال للتنافس والتحدي الفكري والمعرفي بين الشباب والمثقفين في مختلف نواحي العلوم والفنون والثقافة والتسلية والآداب والدين.
كما يقدم موقع أفواج الثقافة كافة الحلول للمناهج الدراسية بكافة مستوياتها الابتدائية والمتوسطة والثانوية العامة.
كذلك كما يقدم موقع أفواج الثقافة الإجابة على إسئلتكم بكافة أشكالها المختلفة سواءً فيما يختص بالمناهج الدراسية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الفكرية، والبحث عن معلومات قيمة وحديثة تفيد الزوار في جميع المجالات المختلفة.
ويتيح موقع أفواج الثقافة للزوار الحصول على كافة المعلومات بطريقة سلسة وسهلة ومبسطة.
كما يقوم موقع أفواج الثقافة بالإجابة على أسئلتكم من خلال زر( اطرح سؤالاً) وسنجيب عليه في أقرب وقت ممكن.
 
فريق أفواج الثقافة :
يتمتع موقع أفواج الثقافة بطاقم اكاديمي متخصص على مستوى عالي من الخبرة وأساتذة وكتّاب ولغويين، حيث يعملون بروح الفريق الواحد من أجل خدمه جميع الباحثين بالمستوى الذي يليق بة. ويشكلون فريق ” موقع أفواج الثقافة” حلقه وصل بين ما يبحث عنه القارئ وما نقدم من محتوى.
الاجابة هي:
 
الحمد لله..
 
الذي يظهر أن اعتياد الدعاء جماعة : شخصٌ يدعو وآخرون يُؤَمِّنُون بعد أو قبل صلاة الجنازة متصلا بها عملٌ أقرب إلى البدعة منه إلى السنة ،
 
يدل على ذلك مجموعة من الأدلة :
 
 
1- لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه بل ولا عن أحد من أهل العلم فعلُه ، وما كان هذا شأنه فالأصل فيه التوقف والتثبت حذرا من الوقوع في إثم الابتداع والزيادة في الدين . وانظر جواب السؤال رقم (11938)
 
 
2- ويقوي ذلك أن صلاة الجنازة إنما شرعت للدعاء للميت ، كما قال العز بن عبد السلام في “قواعد الأحكام” (ص/44) : ” مقصودها الأعظم إجابة الدعاء ” انتهى . فزيادة الدعاء جماعة قبلها أو بعدها كأنه زيادة عليها من جنسها ، وهذا لا يجوز ، كما لا يجوز إحداث سجود أو ركوع قبل صلاة الفريضة أو بعدها ، فكذلك الشأن في صلاة الجنازة .
 
 
3- الثابت في السنة النبوية الحرص على الاجتهاد والإخلاص في الدعاء أثناء صلاة الجنازة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ ) رواه أبو داود (3199) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
وعن أَبي إِبْرَاهِيمَ الْأَشْهَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا ، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا ، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ) رواه الترمذي (1024) وقال : حسن صحيح .. وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وعن يزيد بن عبد الله بن ركانة بن المطلب قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال : اللهم عبدك وابن أمتك ، احتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان محسنا فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه )
رواه الحاكم في “المستدرك” (1/511) وقال : إسناده صحيح . وسكت عنه الذهبي . وصححه الألباني في “أحكام الجنائز” (ص/159)
فانظر كيف تصف هذه الأحاديث اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء في الصلاة ، وليس قبلها أو بعدها مباشرة .
 
 
4- ثم في هذا الدعاء جماعة – قبل أو بعد صلاة الجنازة مباشرة – مفسدتان اثنتان :
الأولى : التقصير في السنة ، فإن من انشغل بالدعاء قبل صلاة الجنازة فتر عنه أثناءها ، ومن انتظر الدعاء بعد الصلاة عجل فيها ، وهذا هو واقع مَن يعتاد ذلك اليوم ، لا يكادون يكبرون تكبيرة الجنازة الأولى حتى تتسارع التكبيرات لتنتقل بالمصلين إلى التسليم ، فلا يبلغ الميتَ إلا كلماتُ الدعاء التي لا تغني عند الله شيئا إن لم يصاحبها قلبٌ صادق وعقلٌ حاضر .
وهذا مصداق ما جاء عن حسان بن عطية رحمه الله قال :
” ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة ” انتهى . رواه الدارمي (1/58) قال أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان . وهذا إسناد صحيح .
المفسدة الثانية : المشقة الحاصلة بذلك ، فالناس ينتظرهم وقت طويل لدفن الجنازة ، والاستغفار لها بعد الدفن ، ثم العناية بشأن أهل الميت ، فاجتماع الدعاء جماعة قبل الصلاة أو بعدها مع كل ذلك فيه من المشقة الظاهرة .
وقد قال العز بن عبد السلام في “قواعد الأحكام” (ص/45) :
” فإن قيل : هلا وجب تكرير صلاة الجنازة إلى أن يغلب على الظن حصول الإجابة ؟ قلنا : لا تكرر ، لما في التكرير من المشقة ، ولا ضابط لغلبة الظن في ذلك ” انتهى .
 
 
5- وأخيرا : فالقاعدة في باب البدعة ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
” اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ” رواه الطبراني (10/208)
فأن يقف الناس على السنة الثابتة أولى من محاولة الاجتهاد في أمر يخشى أن يدخل في دائرة الابتداع ، وهي كلمة عظيمة تنطلق من فهم حقيقي لموضوع السنة والبدعة .